تُعدّ جمهورية باكستان الإسلاميّة سادس أكبر دولة من حيث عدد السّكان، ويعود تاريخها لألفين وخمسمئة سنة قبل الميلاد، وكلمة باكستان بحسب لغة الأردو تعني الأرض الطّاهرة والنقيّة، وقد جُمعت أحرف كلمة باكستان بحسب ترتيبها، نسبةً إلى مناطق هنديّة على النحو: أُخذ حرف الباء من البنجاب، وحرف الألف من أفغانستان، ووحرف الكاف من كشمير، أمّا حرف السين فمن السّند، وعاصمتها هي مدينة إسلام أباد.
يوم استقلال باكستانتحتفل جمهوريّة باكستان بيوم الاستقلال بعد يوم من استقلال دولة الهند بتاريخ الرّابع عشر من شهر آب عام 1947م، وقد أصبحت من دول (الكومنولث) أي دول رابطة الشّعوب البريطانيّة، وقُبيل انسحاب القوّات البريطانيّة من الهند وضعت اتفاقية تقسيم إنكليزية جاءت فيها ضرورة تقسيم البلدين فتكون الأراضي الهندية موحدة كاملة ما عدا كلٍّ من الولايات: ولاية السند، وولاية البنجاب في نصفها الغربي، وبلوشستان، والقسم الشّمال الغربيّ المجاورة لأفغانستان، بالإضافة إلى النصف الشرقيّ لولاية البنغال وذلك حتى يُصبح عددها خمس ولايات.
استقلال الباكستان عن الهندظهرت فكرة التحرّر والاستقلال عن الهند حماية للمُسلمين فيها من تعنّت الهندوس وغطرستهم بالإضافة إلى تسلطهم الأرعن وتعصّبهم الشديد ضد المُسلمين، وسيطرتهم على المناصب والوظائف الحسّاسة في الدولة، يُضاف إلى ذلك أيضاً مفاصل الحياة الاقتصاديّة في الوقت الذي جرى فيه تهميش المسلمين، فأُسّست الجماعة الإسلاميّة في لاهور، وضمّت عدداً من عُلماء المسلمين في الهند، كأبي الحسن الندوي، وطفيل محمد، وأبي الأعلى المودودي الذي تسلّم إمارة الجماعة التي كان لها دور بارز في بناء المجتمع الباكستانيّ.
كان الاستقلال عن الهند حُلماً سعى إليه الكثيرون كشاعر الإسلام محمد إقبال الذي تمنّى إنشاء وطن خاصّ يجمع المسلمين في شبه القّارة الهنديّة، لكنه توفّى قبل تحقيق هذا الحلم الذي تحوّل إلى واقع، بفضل محمد جناح مؤسّس الجمهوريّة الباكستانيّة، وأوّل رئيس حكومة فيها، وفي عام 1956م، تمّ تعيّين اللّواء اسكندر ميرزا كأول رئيس لباكستان، كما تمّ إصدار دستور خاصّ بها، حيث كان من أهم بنوده مراعاة تطبيق الشّريعة الإسلامية.
مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال الباكستانيفي هذا اليوم من كلّ عام يتجمهر الباكستانيون في السّاحات العامّة للاحتفال بمراسم رفع العلم الباكستاني، كتلك المراسم التي تجري في مركز المؤتمرات في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، كما تنظم الوقفات الخطابيّة لسياسيّين باكستانيين يحيون فيها هذه المناسبة، كما يستذكرون التضحيات ودماء الشّهداء التي قادت إلى الحرية وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
المقالات المتعلقة بعيد استقلال الباكستان